أخبار وتقارير

المؤتمر والإصلاح يخوضان معركة الدفاع عن مصالح مُحسن وصالح في الجنوب بشعارات الحفاظ على الوحدة

يمنات – عبد الله بن عامر
أدت ظروف مواجهة القوى السياسية والمجتمعية الجديدة الى عودة تحالف 94م إلى الظهور مجدداً تحت يافطة “الحفاظ على الوحدة”.
و هو نفس الشعار الذي حمله نظام صنعاء بعد أربع سنوات من إعادة تحقيق الوحدة الوطنية وتحت رأية شعار “الموت أو الوحدة”.
تمكنت القوى التقليدية من اجتياح الجنوب بالقوة العسكرية وصياغة واقع وحدوي جديد أدى الى إقصاء الطرف الجنوبي الذي شارك في إعلان الوحدة. واليوم وتحت شعارات وطنية براقة عادت التحالفات القديمة ولو بشكل آخر وبتعديلات بسيطة، بعد أن جمعتها المصلحة وتوحدت اهدافها لمواجهة مخاطر ما قد يخرج به مؤتمر الحوار بخصوص شكل الدولة وتوزيع السلطة والثروة بين السلطة المركزية والأقاليم.
و قبل أشهر ساد الحديث في العديد من الأوساط السياسية عن تقارب مؤتمري إصلاحي أنعكس مباشرةً على مواقف الحزبين داخل أروقة مؤتمر الحوار.
كان المؤتمر يرفض الكثير من المقترحات بخصوص القضية الجنوبية فيما كان الإصلاح يُبدي تفهماً حيالها حتى لا يغضب شركاءه في المشترك إلا ان ذلك لم يستمر فسرعان ما أعلن الإصلاح عن مواقفه الواضحة بخصوص العديد من القضايا والتي تتوافق تماماً مع ما طرحه ممثلو المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار.
و حسب مراقبين فإن التقارب الذي حدث بين المؤتمر والإصلاح لم يكن تقارباً بين حزبين بقدر ما هو تقارب بين مراكز نفوذ تسيطر على الحزبين وتتحكم بهما كالرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يُدير المؤتمر والجنرال علي محسن الأحمر الذي يُدير الإصلاح إضافة الى الشيخ حميد الأحمر.
و مهما حاول الإصلاح أو المؤتمر الظهور كحزبين مدنيين إلا أن الكثير من مواقفهم يتم اتخاذها في غرف مغلقة وخارج الاطر المؤسسية لتلك الأحزاب التي لا تزال منذ نشأتها مجرد أدوات تخدم تلك المراكز ولا يمكن لها الخروج من عباءة تلك القوى إلا بثورة داخلية قد لا تحدث في الوقت القريب.
و بما أن مصالح كلا الطرفين من مراكز النفوذ أصبحت مهددة في الجنوب تحديداً الثروة النفطية وشركات الخدمات والمقاولات والتجارة وشبكات واسعة من المُهربين والقادة العسكريين المتحكمين بمنافذ وسواحل بحرية فكان لابد من مواجهة أي مقترحات في مؤتمر الحوار تسعى لانتزاع هذه المكاسب غير المشروعة وكذلك مواجهة أي محاولات لإقصاء أو تحجيم قد تتعرض لها مصالح تلك القوى في الجنوب.
و وصل الأمر الى حد التهديد والوعيد بل وتنفيذ عمليات مسلحة تقوم بها أدوات أمنية مرتبطة بتلك القوى كما حدث في المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا , فهذه القوى تخوض معركة محتدمة مع قوى أخرى كالحزب الاشتراكي واليساريين ومن معهم من الحراك أو الحوثيين وكذلك شباب الثورة وكل ذلك من أجل المصالح والمكاسب التي لا يمكن لهذا القوى التخلي عنها إلا بالقوة.
و تتمثل تلك المصالح غالباً بحقول البترول وعائدات التهريب من المنافذ البحرية والبرية ناهيك عن مصالح أخرى تتعلق بالنفوذ والتحكم بالقرار في المحافظات الجنوبية .
و في خضم الخلافات داخل مؤتمر الحوار كانت نفس القوى تشعل الحرب شمالاً وتؤجج الفوضى جنوباً حتى تستكمل سيطرتها على المؤسسة الرئاسية بعد أن استطاعت إيصال رسالتها للرئيس بأنها الأقدر على حكم اليمن وأنه بدونها لا يستطيع حل أي مشكلة.
و لهذا فإننا أمام سيناريوهات عدة قد تدفع بالأمور الى ما لا يحمد عقباه سيما بعد بوادر نجاح تلك القوى في “كلفتة” مؤتمر الحوار وتأجيل قضايا حساسة كانت ولاتزال المرتكز الرئيس للحوار وكذلك نجاح تلك القوى في فرض رؤيتها واشتراطها الحفاظ على مصالحها مقابل تمكين الرئيس والقوى الأخرى من تحقيق بعض النجاحات التي لا تستحق أي ذكر مقابل تضحيات شباب الثورة وجهود القوى المدنية في تغيير الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى